أخبار عاجلة

لا تخف.. قصة قصيرة للكاتبة الشابة أماني صابر

ينشر الموقع الإخباري الرسمي لهيئة الكتاب ومعرض الكتاب، قصة قصيرة للكاتبة الشابة أماني صابر، بعنوان ” لا تخف”، والقصة نتاج المنحة المجانية التي يقدمها مركز رعاية الموهوبين والمبدعين بجامعة بنها، برعاية الأستاذ الدكتور جمال سوسه، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور تامر سمير، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة منى نصر، مدير مركز رعاية الموهوبين والمبدعين، وإشراف الدكتور وليد سمير، مدير وحدة المواهب الأدبية بالمركز، وتدريب القاصة والناقدة سمية عبد المنعم.

“لا تخف”
أأنت خائف؟! لماذا تقف أمام المدفئة وتنتظر النور ؟! هل مازلت تخشى الظلام والوحدة؟ هل تؤنسك هذه المدفئة؟! ماذا لو خمدت نارها؟! هل ستبكي مرة أخرى؟! أخبرني.. كم عمرك الآن؟!
لا تخف، فأنت لست ذلك الطفل المدلل، هل مازلت تنتظر عودة أمك للبيت مرة أخرى؟ اسمع.. أريد إخبارك أنها رحلت ولن تعود، ألن تكبر أيها الطفل اليافع الكبير؟!
أمازلت تخشاني أنا.. ألست زوجتك؟! إذن لماذا تزوجتني؟! هل تزوجتني لأشعل لك تلك المدفئة اللعينة؟! أم لأطهو لك بعض الطعام الشهي وننتظر معا عودة أمك؟! ألست هكذا تبدو غبيًّا؟! ولماذا إذن هذه الألوان السوداء؟! هل تعكس ما بقلبك؟!
ما عدت أرى ألوانًا غيرها، إنها سواد في سواد، ربما اختلفت في درجاتها من حائط لآخر من فعل الزمن فحسب، لكنها بقيت جميعا سوداااااء.
كنت قد ذهبت لشراء بعض الطعام، ولكنني قابلت أمي وخالتي، ولقد تحدثت معهما قليلا، آه كم اشتقت لبيت أمي، ذلك البيت الممتليء ألوانا، كنت قد انتويت المبيت اليوم ببيت أمي والعودة إليك غدا، فلماذا رحلت؟ ألتلك الدرجة تشتاق لأمك؟!
عندما عدت كنت أنت جالسا القرفصاء بجانب تلك المدفئة الخامدة وذلك الشباك أمامك وكأنه وجهتك، هل كنت تحصي النجوم في انتظار عودتي؟! أم مازلت تنتظر عودة أمك؟!
أخبرني..  هل مِت من كثرة الانتظار؟! هل مت حقا؟! لماذا فعلتها؟ لقد أحببتك رغم كل شيء، رغم كل الألوان السوداء، رغم خوفك!
ها هو أذان الظهر، وهانحن نصلي عليك، إنه آخر يوم لك فوق التراب! هل سترحل ياعزيزي، هل ستتركني؟ مازلت أنتظر أن تستيقظ، إنك نائم تحت التراب في الظلام ولم أستطع أن أتركك، فأنا أعلم جيدا كم تخاف الظلام؛ لذا أشعلت بعض الحطب لأنير لك المكان من حولك، وجلست القرفصاء بجانبك، ورحت أقرأ لك بعض الآيات لعل قلبك يطمئن، أو لعلك تشعر بوجودي، ثم، لقد نمت أنا أيضا، ولن أستيقظ مثلك، وها هم يصلون عليّ ثم سأرقد بجانبك، فلا تخف يا عزيزي، لقد وعدتك أنني سأكون دائما بجوارك، ولقد وفيت بوعدي، وجئت إليك، رغم قسوة الحياة معك جئت إليك، وبجوار تلك المدفئة سنجلس معا، لنحصي النجوم معا.
أماني صابر