كتبت_ سمية عبد المنعم
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس الأحد ضمن فعالياته، ندوة مناقشة المجموعة القصصية “نوافذ الضوء” للكاتب محمد صالح البحر، والتي أقيمت خلال برنامج ملتقى الإبداع، وشهدتها قاعة فكر وإبداع.
ناقش المجموعة الدكتور محمد سيد إسماعيل، والناقد والشاعر أسامة جاد، وأدارتها الكاتبة منى الشيمي.
تضم المجموعة سبع قصص قصيرة، تدور في إطار واقعي رمزي، حيث المكان أحد أبطال القصص إلى جانب الحدث، يغلف قصصها الحزن والألم والبحث عن الأمان، الذي قد يتمثل في حضن أم بديلة، أو أمان مستمد من ذكريات وماض ولى.
بداية أشار الناقد أسامة جاد إلى أن الكاتب بدأ مجموعته بنص يبدو داخل عيادة نفسية، حيث انتقل من المشاهدة الخارجية للتأمل الذاتي، وانتهى بنص يخص الشرفة، بما يوازي الانعتاق أو الطيران.
مضيفا أن القصة الأولى والقصة الأخيرة تشبهان المدخل السيمفوني والقفل أو المخرج، أما النص الثاني “بيت مريم”، يدور حول مريم، التي قد تمثل: الرحم، الجنة، الحماية، في مقابل الجارة، والتي تمثل: الولادة، الدنيا، المغامرة.
فالمجموعة تشبه هامشا بين نصين؛ نص الدخول، والنص الأخير، وما بينهما حياة شخصية وتاريخ شخصي يساوي هامشا، وليس تاريخا اجتماعيا، وتلك سمة مهمة في ما بعد الحداثة: إعلاء الهامش على المتن. فالأمر بدأ من إليكترا عند يوربيديس.
ويؤكد جاد أن للضوء حضورا مهما في الوصف، فهناك أنسنة للأشياء، تتبدى في وصف الغبار بأنه واثق والشمس بأنها لينة.
مضيفا أن نصوص المجموعة تتميز بالتعبيرية لأنها تشبه كتابة علم النفس بمنطق التفريغ، فمعظمها واقعي أضفى عليه القص لمسة من سحر.
وعن الحوار قال أسامة جاد إن معظمه حوار داخلي، يدور بين الأنا والذات.
وعن شاعرية اللغة المستخدمة في القص، أكد جاد أن شاعرية النص لا تعد عيبا يشينه، فتمازج الأجناس الأدبية يضفي ميزة لا تغفل، كما أن وصف القصص في المجموعة بالطول ليس خروجا على صفات القصة القصيرة، مؤكدا أن طول النص أو قصره ليس محددا واضحا للنوع الأدبي، بل إنه يحيلنا الى إعمال الوعي ووضوحه.
فيما أكد الدكتور محمد سيد إسماعيل تميز لغة المجموعة وجنوحها للشاعرية، تلك السمة التي تبدو واضحة في القصص السبع دون استثناء، بينما رأى أن طول معظم القصص يبدو غريبا على مجموعة قصصية، خاصة مع كثرة الاستدراك.
وأشارت الكاتبة منى الشيمي لتركيز المجموعة على الحدث البطل الأول والأهم، وتمازج الواقع بالمتخيل.
وعقب الكاتب محمد صالح البحر، مؤكدا أن المبدع صار هو فيلسوف العصر، في زمن توارى فيه الفلاسفة، مضيفا أن الإبداع هو الاختلاف وعدم تكرار الكاتب للمألوف من الأفكار والأساليب.
بينما شهدت الندوة مداخلة لكل من الشاعر والكاتب الصحفي أحمد المريخي الذي أكد تفرد أسلوب المجموعة واستخدام الكاتب للزمان والمكان بشكل مختلف عن المألوف.
بينما أكد الشاعر عبدالعليم إسماعيل، تميز اللغة المستخدمة في القصص، مؤكدا أن وصفها بالشاعرية هو ميزة وليس عيبا، يضيف إلى الكاتب قدرته على المزج بين الأجناس الأدبية المختلفة في إطار قصصي شائق.