تحل المملكة الأردنية الهاشمية كضيف شرف فى الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولى للكتاب. ومع تواجد عدد من الفعاليات الفنية فى أرض المعرض تمثيلًا للأردن، سواء عروض مسرحية أو فنون فلكلورية أو ندوات لعدد من الفنانين الأردنيين الذين لمع نجمهم داخل مصر، أجرت «القاهرة» هذا الحوار مع نقيب الممثلين الأردنيين، المخرج محمد يوسف العبادي، الذى من المقرر أن يصل إلى القاهرة لإجراء ندوة عن الفن بالأردن ضمن إحدى فعاليات المعرض.
كتبت.. عزة عبد الحميد
> كيف ترى مشاركة المملكة الأردنية الهاشمية فى معرض الكتاب خاصة فى الجانبين الفنى والإبداعي؟
-معرض القاهرة الدولى للكتاب من أهم المعارض فى الوطن العربى والعالم، ومشاركة الأردن تأتى على أكثر من صعيد، فهناك الفعاليات الثقافية، وبعض الفعاليات الفنية، وكانت المشاركة الفنية فى البداية مع الفنانة زينة عوض، ومجموعة من الموسيقيين الذين قدموا عرضًا غنائيًا موسيقيًا، وأيضًا هناك ندوة عن الدراما الأردنية ستناقش العديد من القضايا، والتى سأتواجد بها كمخرج وصانع دراما أردنية، بجانب الفنان زهير النوباني، والمنتج عصام حجاوي، بالإضافة إلى مشاركات بعض الفنانين الأردنيين المتواجدين بالقاهرة.
> كيف ترى التواصل الفنى المصرى الأردنى؟
-هناك علاقات تربط بين مصر والأردن على جميع الأصعدة سواء الشعبية أو السياسية وبالتالى الفنية، فهناك مشاركات فنية متعددة بين الفن المصرى والأردني، كما أن هناك تنسيقا بين نقابات المهن التمثيلية المصرية والأردنية، ونتمنى أن يستمر هذا التواصل كثيرًا.
> يتم تقديم بعض الأعمال المسرحية والعروض الفلكلورية بفعاليات المعرض.. هل ترى أن المسرح باعث قوى للثقافة الأردنية؟
-الأعمال المسرحية باعث قوى للثقافة العامة العربية سواء كان المسرح فى مصر أو الأردن، والمسرح فى الأردن من أهم النشاطات الفنية ويحظى برعاية خاصة من الدولة، ولا يوجد سقف للأعمال المسرحية بالأردن، ويقام بالمملكة العديد من المهرجانات المسرحية سواء للكبار أو الشباب والطفل أيضًا، وهناك 4 فرق فنية مسرحية تابعة لنقابة الفنانين تقيم 4 مهرجانات أخرى.
بالإضافة إلى تواجد الفعاليات المسرحية بشكل شبه يومي، فهو أيضًا أحد روافد الإبداع المهمة، ومشاركات المسرح الأردنى فى مصر دائمة سواء بالمسرح التجريبي، أو مهرجانات أخرى فى شرم الشيخ أو فى الأقصر والسويس، والمسرح المصرى يشارك فى المهرجانات الأردنية، وهناك تناغم بين الحركة المسرحية فى البلدين، خاصة فى ظل وحدة العادات والدين والجغرافيا، كما أن أحد المهام المهمة التى يأخذها المسرح على عاتقه هى الدفاع عن هوية الأمة.
>كيف تم التنسيق لتلك الفعاليات؟ وعلى أى أساس تم اختيار الفرق والفعاليات المشاركة فى المعرض؟
-هناك تشاركية بين وزارة الثقافة الأردنية ونقابة الممثلين، مع تعاون مشترك وتنسيق يتم بين الطرفين، وكانت الخيارات مشتركة بما يليق بالثقافة والفن الأردنى والمعرض المصري، ونتمنى أن تكون هذه الفعاليات على قدر المسئولية، ودور الفن فى تحقيق الواجب المنوط به.
> ما الذى يمثله وجود الأردن كضيف شرف فى معرض القاهرة الدولى للكتاب سواء بالنسبة لمصر أو المملكة؟
-شرف كبير أن تشارك المملكة فى مثل هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، وسيكون هناك تبادل فى العديد من أنواع المعارف والفنون، ويتم تقديم ما لدى الأردن من ثقافة وفنون، ونتمنى فى المستقبل أن يكون هناك مشاركات عربية تحمل الهموم والرؤى العربية، ونأمل أن يكون هناك دور مميز للفنانين العرب لحمل هموم جماهيرهم، وفى الارتقاء بذائقة مجتماعتهم على كل الأصعدة.
> ما مدى التقارب بين نقابة الفنانين الممثلين الأردنية والمصرية؟
-هناك تقارب وتنسيق فى كل المجالات والاتجاهات، فنحن نعتبر نقابة واحدة، ومجهوداتنا فى نفس الاتجاه، وهمومنا مشتركة، ولذلك دائمًا هناك تنسيق ومشاركات فى كل المؤتمرات بشكل متبادل، ولقاءات من خلال اتحاد الفنانين العرب ونقابة الموسيقيين والممثلين ويحدث ذلك فى مصر أو المملكة الأردنية الهاشمية.
> الفن والأدب وجهان لعملة واحدة هى الإبداع، ماذا عن تأثير الأدب فى الأعمال التليفزيونية والسينمائية فى الأردن؟
-الأدب هو مادة الإبداع والأساس لقيام أى منتج فنى سواء أغنية أو فيلم أو مسلسل، الأدب والفن وجهان لعملة واحدة، وهى مادة واحدة، فلا يستطيع الأدب أن يستغنى عن الفن والعكس، بالإضافة إلى أن الروايات حين تتحول لأعمال فنية تكون من أنجح الأعمال.
> هناك العديد من الفنانين الأردنيين الذين حققوا نجاحًا كبيرًا فى مصر، حدثنا عن تواجدهم فى فعاليات الأردن كضيف شرف؟
-المشاركات بين البلدين متميزة، ومصر بوابة العروبة بالمشروع الثقافي، ويوجد العديد من الفنانين الأردنيين الذين يعملون على أرض مصر، ومصر حاضنة للأدب والفن والثقافة، وبالتالى يتواجد العديد من الفنانين العرب فى مصر، وخاصة الأردنيين المتواجدين فى مصر على صعيد مخرجين أو ممثلين وهم نجوم حاليًا، كما أن هناك أعمالا أردنية شارك فيها فنانون مصريون فى الثمانينيات، فضلًا عن شركات أردنية تخصصت فى إنتاج الأعمال الدرامية المصرية منذ سنوات طويلة.
> لماذا لا تصل الدرامة الأردنية إلى الكثير من الدول العربية رغم تقديم أعمال متميزة؟
-يجوز أن يكون السبب فى ذلك التقصير فى عملية التسويق، أو قصورا فى التنسيق بين وزارات الثقافة بين الدول بالوطن العربي، ولكن أعتقد أن الأعمال الأردنية تجد سوقا رائجة فى بعض دول الخليج ولكنها ليست على الصعيد المطلوب فى مصر، وسبق أن تحدثنا من قبل فى هذا الأمر.
لكن الأعمال المصرية تتواجد عبر الشاشات الأردنية طوال الوقت، ونتشرف ونحتفل بها ومرحب بها بشكل دائم، ونتمنى خلال الفترة القادمة أن يكون التعاون أكبر لكى يتم عرض أعمال أردنية متعددة عبر الشاشات المصرية.
> ما رأيك فى نجاح الأعمال الأردنية مؤخرًا عبر المنصات؟
-وجهة النظر تجاه هذه الأعمال مختلف عليها، فمنها ما هو إيجابى ومنها من يذهب إلى الاستعراض، ولكن نحن نتحدث عن الفن كقيمة وحالة تنويرية وصاحب دور ريادى فيما نقدم. فى النهاية نحن مجتمعات محافظة، نرحب بالأعمال التى تتحدث عن الفضيلة والأخلاق ولا مانع من الإشارة إلى السلب بقصد معالجته، دون خدش للحياء العام والدين والأخلاق.
** نشر في جريدة القاهرة بتاريخ 31 يناير 2023