أخبار عاجلة

محمد عبد الحافظ ناصف: قوافل أولادنا جسدت العدالة الثقافية والمبدع الصغير جذبت اهتمام الأطفال

لدينا 24 مسابقة متنوعة للأطفال وندعمهم فى المسابقات الدولية

– ندرب 150 طفلا من ذوى الاحتياجات الخاصة 

حوار: محمد محمود

يضطلع المركز القومى لثقافة الطفل بدور فعال فى النهوض بالأطفال ورعاية وتنمية مواهبهم، من خلال ما يقدمه من فعاليات وتدريبات وورش فى فنون مختلفة، ومؤخرا توسع الأمر فبعد أن كان ما يقدمه المركز مقصورا على محافظات القاهرة الكبرى اتسعت الخارطة لتشمل جميع محافظات الجمهورية، خصوصا مع قوافل «عيالنا» التى تجوب جميع المحافظات.

حول خطة المركز لتطوير الأنشطة المتعلقة بثقافة الطفل والمسابقات التى ينظمها، حاورنا الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز الذى استطاع تقديم نقلة نوعية فى طبيعة وجودة الخدمات التى يقدمها المركز

  • يختص المركز القومى لثقافة الطفل بكل ما يتعلق بالصغار من أنشطة ثقافية وفنية مهمتها الأولى بناء الإنسان.. حدثنا عن خطط عمل المركز والآليات التى يعتمد عليها لتقديم أنشطة تناسب مختلف الفئات العمرية؟

يقوم المركز القومى بتنظيم عدة أنشطة ثقافية وفنية وبحثية خلال خطته السنوية التى ترتكز على خطة الوزارة الاستراتيجية بأهدافها وبرامجها المتعددة وفى مقدمتها التطوير المؤسسى للمركز، من خلال تفعيل أنشطة الحديقة الثقافية بالسيدة زينب وتطوير أداء العاملين، علاوة على رقمنة الأداء والمحتوى الذى يقدمه المركز، بجانب قطاع النشر وقطاع أبحاث ودراسات الأطفال، كذلك يقوم المركز بحفظ وصون التراث من خلال صون الأراجوز المصرى، حيث استطعنا تقديم وتدريب حوالى 50 لاعب أراجوز لمصر منذ أدرج على قائمة الصون العاجل عام 2018 كما بدأ المركز بصون فن خيال الظل بعمل ورشة متخصصة سينتج عنها مسرحية تحت عنوان «أحمس- نفرتارى».

ويقوم المركز أيضا بعقد اللقاءات والصالونات الثقافية مثل منتدى ثقافة الطفل وصالون ابن الهيثم، وندعم كذلك الأطفال خلال المسابقات التى تقترب من 24 مسابقة محلية، بجانب إنتاج عدد من المسرحيات وعمل قصص رقمية وبوسترات وورش فنية ودوائر الحكى التى تقوم لتوعية الأطفال.

  • منذ 3 أعوام قامت وزارة الثقافة بإطلاق جائزة الدولة للمبدع الصغير.. هل يتبنى المركز المواهب التى تفوز فى المسابقة وما هى سبل دعمها؟

المركز عضو اللجنة العليا للجائزة، ويقوم بدورين؛ الأول قبل بداية الجائزة من خلال تنظيم مجموعة من الورش المتنوعة والمتخصصة للأطفال المتقدمين للمسابقة، منها ورش للقصة والمسرح وتعلم عروض الشعر العربى ومجموعات للرسم، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع مجموعة مع العلماء فيما يخص الابتكارات، أما الدور الثانى فيأتى بعد الجائزة، حيث يقوم المركز بإصدار سلسلة «المبدع الصغير» الخاصة بنشر أعمال الفائزين بالجائزة، وتهتم بالكاتب والرسام معا، ولا يتم التدخل من المركز إلا فى الإخراج عن طريق مجموعة من المتخصصين، وقد أصدرنا حتى الآن 12 كتابا، بالإضافة إلى تنظيم ندوات توقيع للأطفال الفائزين فى الحديقة الثقافية وفى معرض الكتاب، كما نستعين بالأطفال الفائزين فى الموسيقى والغناء فى صالون المبدع الصغير، ونخطط حاليا لعمل نادى أدب للأطفال يتم عقده بشكل أسبوعى، بجانب عقد صالون المستقبل للفائزين فى الابتكارات العلمية، ويتم خلاله استضافة أحد العلماء الكبار ونخطط كذلك لعقد المؤتمر الأول للكاتب الصغير قريبا.

  • بخلاف جائزة «المبدع الصغير» هناك عدة مسابقات أخرى يقدمها المركز.. حدثنا عن طبيعة كل منها ودورها فى تشجيع الأطفال على ممارسة الإبداع؟

لدينا مشروع للمسابقات والجوائز، بعضها وصل عمره إلى الدورة الـ 32 مثل مسابقة «مصر فى عيون العالم»، وهى مسابقة فى الرسم، شارك فيها على مدار الدورات الماضية حوالى 77 دولة ووصل عدد مشاركات الأطفال إلى حوالى 3000 لوحة، بالإضافة إلى مسابقة تم إطلاقها خصيصا بمناسبة اختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية، بعنوان «مصر فى عيون أطفال العالم الإسلامى»، بخلاف مسابقات أخرى متنوعة تصل إلى 24 مسابقة مثل الطفل الموهوب والقدس والموسيقار الصغير وحواديت جدى، وهناك مسابقة اصنع كتابك الالكترونى التى وصلت إلى دورتها العاشرة، وهناك مسابقات لذوى الاحتياجات الخاصة فى الفنون والآداب، والحقيقة هذه المسابقات ضرورية لدعم وتنمية قدرات ومواهب المبدعين الصغار، وفى هذا الشأن أيضا ندعم هؤلاء المبدعين فى الاشتراك فى المسابقات العالمية، والحقيقة أنه خلال السنوات الأربع الماضية فاز أطفالنا بعدة مسابقات دولية من الصين وأذربيجان والمغرب.

  • خلال العامين الماضيين فاز عشرات الأطفال فى جائزة المبدع الصغير وغيرها من جوائز المركز.. حدثنا عن مستوى ما يقدمه الأطفال المبدعون والمجالات التى جذبت اهتمامهم ؟

من خلال متابعتنا للفائزين فى الدورتين الماضيتين من جائزة المبدع الصغير، نجد أن الإقبال على مسابقات الرسم الأكبر فى فروع الجائزة، ومن بعدها القصة القصيرة، والحقيقة أن مسابقات الابتكارات أيضا يشارك فيهاعدد كبير ومتميز من الأطفال وهو ما يعطى إشارة فى المستقبل أننا لدينا أطفال يهتمون بالناحية العلمية، ولدينا أطفال قاموا بتطبيقات إلكترونية، أما أقل الفروع التى يقل الإقبال عليها فتتمثل فى المسرح ربما لأنه يحتاج كتابة ومعرفة أكبر بمختلف الفنون، وكذلك الموسيقى لأن هناك آلات تحتاج احترافية.

وأؤكد أن إطلاق مسابقة بحجم جائزة الدولة أحدث تنشيطا كبيرا فيما يخص ثقافة الطفل، وهذا يتضح من خلال حجم الإقبال الكبير من الأطفال، فخلال العام الماضى تقدم حوالى 10 آلاف طفل، مقابل ألفين فقط فى العام الأول، وهذا بفضل الاهتمام الإعلامى الكبير بالجائزة، ودعمها المباشر من السيدة الأولى، والاهتمام الكبير من جانب رئاسة الجمهورية.

  • هناك العديد من الجهات تقدم مسابقات للطفل.. برأيك ما أهمية هذا الكم من المسابقات وهل هى كافية أم لا تزال تحتاج لبعض التطوير؟

من المهم أن تقوم الجهات المختلفة بإطلاق مسابقات للأطفال، بجانب جائزة الدولة، وما زلنا فى حاجة بالتأكيد لمزيد من حالات التسابق والمنافسة فى مختلف مجالات الإبداع من أجل اكتشاف أطفال أكثر تميزا، ودعمهم بحيث نصنع حافزا أكبر ولا تكون الجائزة مجرد شهادة، بل نحتاج لجائزة معنوية أكبر من حيث الرعاية وهو أمر فى غاية الأهمية، لأن اكتشاف الطفل الموهوب ليس نهاية المطاف بل بدايته، فمثلا الأطفال الموهوبين فى الشعر بعضهم ليس لديه معرفة بعلم العروض، فمن الطبيعى عمل ورش تدريبية فى فن العروض، كذلك فى مجالات الابتكارات العلمية، كل هذه دوائر ضرورية من أجل خدمة الأطفال. وأتمنى أن تكون الجوائز بشكل عام مرضية فى على الجانبين المادى والمعنوى، فليس من الطبيعى أن تكون هناك جائزة قيمتها 50 جنيها فقط.

  • يقوم المركز بإطلاق قوافل عيالنا الثقافية والفنية من أجل الوصول بأنشطته إلى كافة محافظات الجمهورية.. حدثنا عن دور تلك القوافل؟

قوافل أولادنا فى غاية الأهمية لأنها تمثل المركز فى الأقاليم، لأننا مركز قومى يختص بأطفال الجمهورية كلها، لذلك قمنا بتنظيم هذه القوافل من أجل الوصول للأطفال ووصلنا إلى بعض القرى النائية والبعيدة والمحرومة، ومدة القافلة عادة من يوم إلى 5 أيام، وأتمنى أن يكون لدينا مزيد من الإمكانيات لتنظيم قوافل يومية فى مناطق مختلفة، فهى تحقق حالة جيدة من نشر الوعى وتحقيق العدالة الثقافية.

  • حدثنا عن جهود المركز القومى لثقافة الطفل فيما يخص الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة؟

لدينا إدارة لذوى الاحتياجات الخاصة، ولدينا حوالى 150 طفلا يأتون أسبوعيا يومى الجمعة والأحد، وكونا من هؤلاء فريق «بنكمل بعض» المسرحى، بالإضافة إلى أن المركز يعقد ورش تدريبية وندوات تعليمية بشكل دورى، كما نحرص على تنظيم فعاليات يمكن للطفل أن يتكسب منها ماديا مثل وحدة طباعة الصور، بالإضافة إلى تعلم بعض الأطفال للأراجوز والتنورة، فضلا عن ورش التمثيل والدراما الحركية، وهى مهمة فى عدة أمور مثل العلاج والترفيه بالإضافة إلى أنها قد تؤهلهم فيما بعد لممارسة الفن احترافيا.

  • فى ظل الثورة التكنولوجية الكبيرة وغزو المنصات الرقمية.. برأيك هل أصبحت تلك المنصات منافسا لفعاليات مراكز الطفل وما هى وسائل جذب الأطفال من أجل المشاركة فى برامج المركز؟

المنصات أصبحت من الوسائل الأساسية الآن، والابتعاد عنها من جانبنا أمر فى منتهى الخطورة، لذلك فالمركز لديه 4 منصات للمساعدة فى عرض فعالياته، منها قناة اليوتيوب والتى حققت نحو 600 ألف مشاهدة، وعليها حوالى 1500 فيديو من أكثر من 50 برنامجا حواريا وتثقيفيا، وهناك أيضا موقع «ولادنا» الذى تم اطلاقه وحقق نجاحا جيدا، تخطى 40 ألف زائر.

ومن هنا فالقصة التى يمكن طبعها فى 500 نسخة ورقية ستكون متاحة لهذا الكم الكبير ما يحقق رواجا أكبر، هذا بجانب الصفحة الرسمية للمركز وصفحة الإصدارات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والحقيقة أن محنة كورونا كانت السبب فى الاهتمام بهذا الجانب وحاولنا الاستفادة منها.

  • بصفتك مبدعا فى الأساس.. هل الكتاب والمجلة الورقية ما زالت قادرة على جذب الطفل فى ظل سطوة التكنولوجيا ؟

أتصور أن الكتاب الورقى سيبقى لفترة ممتدة من الزمن، لأن الطفل أحيانا يحتاج للكتاب أو المجلة وهناك علاقة دافئة دائما مع هذه الوسائل، لكن أيضا علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، لذلك فأننا بجانب الإصدارات الورقية نقوم بتحميل تلك الأعمال على منصاتنا الرقمية، ونقوم بعمل فيديوهات لهذه القصص من أجل ملاءمة الطبيعة الرقمية، لكن فى النهاية أعتقد أن الكتاب الورقى رغم الأزمات التى تعرض لها الناشرون سيظل ولن ينتهى.

 

** نشر الحوار في ملف خاص بثقافة وفنون الطفل في العدد 1181 من جريدة القاهرة، بتاريخ 7 مارس 2023