حوار: مرام شوقى
«قصص من وحى رسوم الأطفال» عنوان المبادرة التى أطلقها كاتب الأطفال السيد إبراهيم. و تعتمد على كتابة الحكايات استلهاما من رسوم الصغار وأفكارهم، فتكون القصص المقدمة إليهم نابعة من خيالهم وعالمهم الملون.
يقيم السيد إبراهيم ورش تدريب للصغار على الكتابة الإبداعية، وتتم جميع الورش بشكل تفاعلى بالتعاون مع بعض الجهات والمؤسسات المهتمة بالطفولة فى مصر. تواصلت «القاهرة» مع صاحب المبادرة لمعرفة تفاصيل أكثر عنها وخطوات تطورها.
> فى البداية كيف بدأت فكرة المبادرة وما هى تفاصيلها؟
-جاءت الفكرة فى عام 2018 بتحويل رسوم الأطفال إلى شخصيات كارتونية خلال ورش الحكى التفاعلية التى يقام بعضها فى مكتبة الإسكندرية ومعارض الكتب الدولية، حيث كنت أطلب من الأطفال تخيل أبطال وشخصيات لقصصهم بشرط ألا تكون مقتبسة، وكانت النتيجة رسوم مبدعة منها ما هو من وحى خيالهم الصرف ومنها المتأثر بالشخصيات الكارتونية الشهيرة ولكن مع إضافة لمسات الأطفال السحرية على الرسوم والتى أكسبتها مزيدا من الخيال، من هنا انطلقت فكرة المبادرة وتم جمع رسومات الأطفال وعرضها على كبار الرسامين المتخصصين الذين قاموا بتحويل تلك الرسومات إلى شخصيات كارتونية جذابة.
> ماذا عن الإقبال وتفاعل الأطفال مع تلك المبادرة؟
-الإقبال جاء بشكل لم أكن أتوقعه ويزيد مع الوقت. أصبح الأطفال يشاركون من دول الوطن العربى ولم يعد الأمر مقتصرا على أطفال مصر، وقد تم إطلاق صفحة رسمية خاصة بالمبادرة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لمشاركة تفاصيل وأخبار المبادرة بشكل دورى وتشجيع عدد أكبر من الأطفال للمشاركة، هذا إضافة إلى مشاركة عدد كبير من الرسامين الكبار والمحترفين، ومنهم الفنانة مايا عبود وتسنيم الميرغنى ونهال حسن وعلى الزينى ومصطفى برشومى وهانى عباس وأحمد الصباح وعدد آخر كبير من الفنانين من الدول العربية، ثم شارك الكتاب فى استلهام قصص من وحى تلك الرسوم وتم نشرها فى مجلة فارس على مدار عامى 2018 و 2019 ومن الكتاب المشاركين الكاتبة هجرة الصاوى وأسماء عمارة وانتصار عبد المنعم ومحمد المطارقى ومحمد جمال عمرو وعدد آخر كبير من المبدعين يضيق المقام هنا عن ذكره.
> وما الذى تهدف إليه المباردة؟
– نحن نهدف فى الأساس للوصول لقيم الجمال والخيال من خلال قصص الأطفال فى شتى بقاع العالم والحفاظ على التراث، والمشروع مستمر بشكل جيد جدا منذ 2018 وشارك فى العديد من المعارض الدولية وتم تطوير المبادرة أكثر حتى صارت منشورة فى سلسلة كتب تحمل عنوانها: قصص من وحى رسوم الأطفال وذلك من خلال دار المستقبل للتعليم الإلكترونى والمطبوع، وتحمل كل الكتب رسوم الأطفال بجانب أسمائهم، والمستهدف أن تظل المبادرة مستمرة وذات إنتاج تراكمى يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم وصقل موهبتهم. تلك الرسوم منشورة أيضا على صفحة المبادرة على الفيس بوك.
تهدف المبادرة أيضا إلى جذب الأطفال بعيدا عن السوشيال ميديا وحثهم على الإبداع والخيال وإخراج الطاقات الكامنة فيهم.
> وما ملاحظاتك على مخيلة الأطفال كما بدت ملامحها من خلال المبادرة؟
– مخيلة الأطفال بلا حدود عكس الكبار الذين يفكرون دائما طبقا للقواعد والقوانين الثابتة والمنطقية وفقا لخبراتهم السابقة، ونحن نحرص أن نكتب دائما على أى كتاب شارك فى استيحاء هذه القصة الطفل «فلان» لأنه شريك أساسى فى أحداث القصة وشخصياتها كذلك يتم السماح لهم بإضافة أفكارهم وخيالهم للقصص فتصبح القصة منهم وإليهم، وبالتالى لا يصبح الطفل متلقى طوال الوقت بل هو مشارك فعليا بها.
> ما الفارق بين ما يرسمه الأطفال ومحترفو الرسم؟
– رسومات الأطفال مختلفة تماما حيث لا يحدها أى قيود، فهى حرة منطلقة لا تخضع للقواعد ولا المنطق، وبالتالى تكون جرعة الخيال بها أكبر، ومن منا لا يحتاج الخيال فى حياته فهو ضرورى ليس لهم فقط بل للكل.
> كيف يسهم فن الرسم فى التنشئة النفسية للأطفال؟
– من الممكن أن يكون الرسم أو الفن عموما علاجا وتقويما ليس فقط للأطفال ولكن للكبار أيضا، حتى أن دول مثل اليابان تعلم المرضى فى فترة النقاهة بعض الحرف اليدوية حتى ينشغلون بها عن شعورهم بالألم وهو ما يؤتى بثمار هائلة.
أما عن الأطفال على وجه الخصوص، فالرسم يتيح لهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم الداخلية، وبمجرد معرفتنا – نحن الكبار – لها نستطيع وضع أيدينا على المشكلة عند الطفل وحلها، فعلى سبيل المثال، فى إحدى الورش وجدت طفلة ترسم بطلة قصتها طفلة صغيرة تبكى وعندما طلبت منها كتابة قصة حول تلك اللوحة اكتشفت أنها ترسم نفسها تبكى بعد تعرضها للتنمر فى مدرستها الجديدة وجسدت عبر لوحتها حالة الحزن والصراع وهذا التعبير قد يمثل مفتاحا لتخطى تلك الأزمة النفسية.
** نشر في ملف خاص عن ثقافة وفنون الطفل المصري، في العدد 1181 من جريدة «القاهرة»، بتاريخ 7 مارس 2023