أخبار عاجلة

عادل الكومى لـ«القاهرة»: نهدف لتقديم أعمال جاذبة للطفل ومناسبة للأسرة

– نعمل على التنوع بين المسرح الاجتماعى والوطنى ومسرح المناهج.. شرط الإبهار 

– نسعى دائمًا لضخ دماء جديدة من الكتاب الشباب لمسرح الأطفال

– من الصعب تقديم عرض للطفل يعتمد على الرمزية

 

حوار- رنا رأفت

تولى مهمة إدارة مسرح الطفل ليست سهلة، خاصة وأنه يخاطب شريحة الصغار وشباب الغد وأمل المستقبل، وذلك من خلال الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال، والتى تعتبر من أهم الوسائط الثقافية التى تنقل لهم معان وقيم وأنماط جمالية، تعمل كلها على بلورة شخصية الطفل وتنشئته بشكل جيد. ويمثل المسرح القومى للأطفال أحد المسارح المهمة التى تقدم مجموعة متميزة من الإبداعات المسرحية التى يستقى منها الطفل العديد من الأفكار والقيم والأخلاقيات. وإيمانًا منا بدور هذا المسرح للنشء الصغير، أجرينا هذا الحوار مع مدير عام المسرح القومى للأطفال المخرج عادل الكومى.

= فى البداية حدثنا عن خطة المسرح القومى للأطفال فى الوقت الراهن؟

– أولا نحن مستمرون فى تقديم مجموعة من العروض المميزة، منها عرض «عفراكوش» الذى قمت بإخراجه وقدمته قبل عام ونصف، ونعمل على تقديم هذه العروض فى أيام الإجازات، الخميس والجمعة والسبت، ونقدمها بشكل يومى فى إجازة نصف العام الدراسى والأعياد وغيرها من المناسبات.

إلى جانب تخريج الدفعة الثانية من شعبة ورشة «مواهب مصر» التى تضم مجموعة من الأطفال الموهوبين الذين يغزون السوق وقدموا بطولات فى الدراما التلفزيونية والمسرحيات والأفلام.

وتجرى الفترة الحالية بروفات مسرحية «جنة كوكى» تأليف وأشعار على أبو سالم، وإخراج صفوت صبحى، وبطولة بثينة رشوان، جلال عثمان، محمود حسن ومجموعة من أطفال الورشة وهم نادية الشويخ وشيماء عبد الناصر وإيمى، والعرض يقدم فكرة جديدة ستلقى إعجاب الجماهير، كما نحضر لنص بعنوان «نور وعروسة البحور» تأليف محمد الزناتى إخراج شادى الدالى.

= ما أهم الأهداف والاستراتيجيات التى يرتكز عليها مسرح الطفل؟

– نهدف لتقديم أعمال جاذبة للطفل، ولكن أيضًا لا بد وأن تكون مناسبة للأسرة لأن الطفل لن يأتى بمفرده، إلى جانب الاهتمام بالمستقبل لأن الصغار هم المستقبل وعلينا أن نزرع بداخلهم مجموعة من القيم منها حب الآخر والانتماء للوطن، وأيضًا الصدق والأمانة والشجاعة ولكن كل ذلك بشكل غير مباشر.

ومسرح الطفل أنواع، مثل مسرح المناهج حيث سبق وقدمنا مسرحية «القناع الذهبى» عن قصة باللغة الإنجليزية كانت مقررة على الصف الثالث الثانوى وقدمها عدد من الفنانين منهم الراحل حسن كامى رحمة الله عليه، وقدمنا أيضًا أدبًا أوروبيًا مثل «سنو وايت» و«الجميلة والوحش»، وفى الأدب العربى هناك نصوص كامل الكيلانى رائد مسرح الطفل فى الوطن العربى، وهناك المسرح الاجتماعى وهى العروض التى تخص الأسرة والطفل. وهناك مسرحيات وطنية تحث الطفل على الانتماء وحب الوطن، فالاستراتيجية تهدف لأن نقدم مجموعة متنوعة وتوليفة تشبع الجمهور. 

= فى رأيك هل هناك شروط محددة يجب أن تتوافر فى النصوص الموجهة للأطفال؟

– الإبداع لا يمكن أن يكبل بشروط ولكن يجب أن نراعى بعض التفاصيل، منها أن تكون تلك النصوص غير مباشرة فيما تغرسه من قيم مختلفة للأطفال، وهنا سأضرب مثالًا بمسرح المناهج والمواد الدراسية، قد تكون صعبة ومعقدة ولكننا نقدمها بشكل فنى ومفردات مميزة مما يسهل هذه المواد على الطلاب، مع مراعاة ألا تكون الفكرة أكبر من مرحلة الطفل العمرية، فمن الصعب تقديم عرض للطفل يعتمد على الرمزية، إلى جانب الاهتمام بالإبهار لأنه يجب أن يكون العرض مبهرًا وترفيهيًا.

= هل هناك اتجاه لتقديم نصوص مسرحية لكتاب شباب من خلال مسرح الطفل؟

– بالفعل، أقوم باستقبال نصوص الكتاب الشباب، وعلى سبيل المثال الكاتب عيسى جمال، وهو كاتب متميز وله العديد من الأعمال فى المسرح، فمنذ سنوات قدم عمله الاحترافى الأول مسرحية «عفركوش» بالمسرح القومى للأطفال، ونسعى دائمًا لضخ دماء جديدة من شباب الكتاب.

= فى ظل التطور التكنولوجى المتلاحق، ما هى أبرز الموضوعات التى يجب أن نلقى عليها الضوء بمسرح الطفل؟

– الأمر يتعلق بالمعالجة التى تقدم للموضوعات، وعلى سبيل المثال من الممكن أن نقدم قصة جحا والفكرة الخاصة هنا تضم قيمًا ثابتة كالصدق والأمانة والكرم وغيرها، فالقيمة لا تتعلق بتطوير الفكرة، فكل كتابات شكسبير وما يتعلق بالقيم داخل مسرحياته ثابتة، هى الشجاعة والإقدام والمقولة الشهيرة لهاملت «أكون أو لا أكون»، وكذلك ينطبق الأمر على أغلب الكتاب العالميين، وبالتالى تقديم أفكار جديدة شىء مطروح، وكذلك تقديم معالجات جديدة حتى وإن كانت الفكرة قديمة، وكما سبق وأشرت نهتم بالأسرة التى محورها الطفل.

= ما رأيك فى إقامة مهرجان متخصص لفنون الطفل؟

– تقدمت بمشروع يخص إقامة مهرجان متخصص لفنون الطفل للمخرج الأستاذ خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى، ورحب بالفكرة والأمر قيد الدراسة، وعندما نقدم مهرجانًا محليًا خاصًا بفنون الطفل فسيثرى مسرح الطفل بشكل كبير. لدينا مجموعة كبيرة من الشباب يقدمون تجارب جيدة جدًا للطفل، وكذلك هناك مخرجين محترفين فى القطاع الخاص قدموا تجارب مميزة للطفل، والتقاء الفئتين يؤدى إلى حدوث تنافس وتبادل خبرات ورؤى وسيثمر عن مجموعة من المؤلفين والكتاب والفنانين والطاقات الشابة لمسرح الدولة.

= البعض يرى أن ما يقدم لمسرح العرائس من نصوص لا يصلح تقديمه لمسرح الطفل؟ 

– مسرح الطفل والعرائس يتوجهان للطفل، ويختلف الأمر فى التكنيك المقدم به العروض، فمن الممكن تقديم نص للأطفال فى مسرح العرائس والعكس صحيح، وهناك مقولة شهيرة فى مسرح العرائس مفادها أنه عندما تتوقف قدرات الممثل البشرى تظهر القدرات العرائسية، فالعروسة تعطى مساحة أكبر للخيال، لذلك الذى يعمل فى العمل العرائسى تكون مساحته من الخيال مفتوحة.

** نشر ضمن ملف خاص عن ثقافة وفنون الطفل المصري في العدد 1181، بتاريخ 7 مارس 2022